
خلفت وفاة الطبيب السوري محمد الشمّاع صدمة في أوساط زملائه بتركيا، وسلطت الضوء على مساندة الأطباء السوريين للقطاع الصحي في البلاد لمواجهة جائحة كورونا. وتوفي الشماغ يوم الاثنين الماضي في مدينة إسطنبول متأثرا بإصابته بمرض “كوفيد 19” الذي يسببه فيروس كورونا المستجد بعدما انتقل إليه أثناء علاجه لأحد المصابين.
ورغم الوقت القصير الذي أمضاه في تركيا، فإن الشمّاع خلق حضورا مميزا في المجتمع العربي هناك، فقد عرفه العرب طبيبا معالجا في مستوصف لإحدى الجمعيات الخيرية بإسطنبول، كما عرفوه وجها إعلاميا وناشطا في وسائل التواصل الاجتماعي.
ويكافح الأطباء السوريون إلى جانب زملائهم الأتراك في التصدي للجائحة التي تقول التقديرات إن أضرارها لم تصل الذروة بعد في تركيا، حيث أظهرت البيانات إصابة 10 أطباء سوريين آخرين بالفيروس. ويضطلع الأطباء السوريون في تركيا بدور كبير في تقديم الرعاية الطبية للاجئين السوريين وللجالية العربية عموما، ما حدا بالحكومة التركية إلى بذل مساع كبيرة لدمجهم في القطاع الصحي العام بالبلاد.
حملات بالشوارع
تحرك العاملون السوريون في المهن الطبية مع تصاعد أزمة فيروس كورونا في تركيا، فنزل أكثر من 200 طبيب سوري إلى شوارع مدينة غازي عنتاب واتخذوا مواقعهم لفحص المارة والمتنقلين في السيارات في نقاط الفحص والتفتيش الطبية التي أقيمت بالمدينة. وتوسعت المشاركة سريعا لتمتد إلى ولايات أخرى ينتشر فيها السوريون بكثافة، مثل أورفا وكيليس وأنقرة وإسطنبول التي دشن الأطباء السوريون فيها حملات مساندة للقطاع الصحي التركي بالتنسيق مع مديرية صحة الولاية. ووفقا للأمين العام لاتحاد الجمعيات العربية في تركيا متين توران، فإن المئات من الأطباء السوريين وضعوا أنفسهم إلى جانب زملاء عرب من جنسيات مختلفة، تحت الخدمة التطوعية في جهاز الصحة التركي.
ويعمل العاملون السوريون بالمهن الطبية في عدة مجالات لمكافحة المرض، إذ يمارس الأطباء عملهم في العيادات والمشافي الحكومية والخاصة في فحوص الكشف عن المرض وتقديم العلاج والمتابعة الطبية للمصابين بالفيروس. وينشط فريق آخر من المختصين الطبيين في بث التوعية ونشر سبل الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا وكيفية التعامل مع حالات الاشتباه، الأمر الذي يوفر مرجعية طبية عربية لأكثر من 5 ملايين عربي يقيمون في تركيا.