سفير مصر في تركيا: لهذا ينجح دائما اردوغان وحزبه
![جمال سلطان](https://www.arabnn.net/Content/Upload/large/editor5.jpg)
تخيل معي أن مجرد أداء ضابط الشرطة لصلاة الجمعة كان كافيا لطرده من الخدمة والتنكيل به ، وتخيل أن يتعمد المسئولون أن يقدموا الخمور في حفلاتهم في نهار رمضان ، ثم ينتقل السفير المصري لرصد معركة الحجاب هناك والتي كان شاهدا عليها بنفسه ، وكيف خاض التطرف العلماني تلك المعركة بصورة لا صلة لها بأي ديمقراطية ولا حقوق انسان ، يقول : (إلا أن أكثر الأمثلة حدة ووضوحا على ممارسات هذه النخبة العلمانية كان الموقف من الحجاب، والذى كان يحتل موقع الصدارة فى العديد من المعارك السياسية التى دارت بين هذه النخبة «العلمانية» وبين حزب العدالة والتنمية المحافظ اجتماعيا» وما يمثله من قاعدة اجتماعية. فقد كان محظورا على من ترتدى الحجاب مثلا دخول الجامعة والتسجيل بها، أو العمل فى أى من مؤسسات الدولة ودواوينها الحكومية. ولذلك كان من أولى الأزمات التى نشأت بين هذه النخبة التركية العلمانية وبين الرئيس جول؛ حين رفض قادة الجيش أداء التحية العسكرية له فى العرض العسكرى بمناسبة يوم الجيش نظرا لارتداء زوجته الحجاب. هذا بالإضافة إلى منع دخولها لقصر الرئاسة باعتبار أن ذلك يمثل انتهاكا لقيم ومبادئ «العلمانية» التى صاغها مؤسس الدولة كمال أتاتورك وتلتزم بها جميع مؤسسات الدولة. وقد كسب جول معركة دخول المحجبات القصر الجمهورى حين دعا زوجات الشهداء من الجنود للإفطار بالقصر فى شهر رمضان تكريما لهن. وكان معظمهن زوجات لجنود من القرى والأحياء الشعبية ويلتزمن بارتداء الحجاب، وهو الأمر الذى لم يستطع قادة الجيش الاعتراض عليه، فدخلت المحجبات زوجات الشهداء القصر الجمهورى وسقطت إحدى قلاع العلمانية الأتاتوركية).
هذا أكثر مقال نشرته الصحافة المصرية اقترابا من حقيقة المشهد السياسي التركي ، وأقربه للاعتدال ، لأنه كان شاهدا على تلك الوقائع ، وعلى ميلاد حزب أردوغان الجديد ونجاحاته المذهلة ، اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ، ويحمد لكاتبه ، السفير علاء الحديدي ، مساعد وزير الخارجية ، وسفير مصر السابق في تركيا أنه ـ وهو ليبرالي ناقد للاتجاه الإسلامي ـ إلا أنه كان حريصا على احترام الحقيقة والواقع في تقييم أسباب فوز أردوغان في الانتخابات الأخيرة ، كما فاز قبلها في كل المنازلات الانتخابية التي خاضها