منتدون أردنيون وعرب يبحثون بناء استراتيجية جديدة في التعامل مع الصراع الإسرائيلي
كتبت/ سارة سويلم
أكد المتحدثون في الجلسة الافتتاحية للندوة التي أقامها مركز دراسات الشرق الاوسط ” تحت عنوان” نحو استراتيجية عربية جديدة للتعامل مع الصراع العربي – الإسرائيلي” على أهمية ما تقدمه النخب العربية والقوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني من مقاربات تجاه مواجهة المشروع الصهيوني، واهمية تطوير دورها تجاه الصراع مع الاحتلال، واتخاذ موقف عربي رسمي موحد وفاعل دولياً لدعم القضية الفلسطينية ودعم صمود الفلسطينيين ومواجهة الاحتلال، معتبرين أن أي استراتيجية ترسم مستقبل منطقة الشرق الاوسط لن يتاح لها أي نجاح مالم تصل لحل للقضية الفلسطينية يحقق مصالح الشعب الفلسطيني.
كما أكد المتحدثون في الندوة التي تقام على مدى يومين بمشاركة حشد من الشخصيات السياسية والأكاديمية من الأردن وست دول عربية ، على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني على برنامج وطني في مواجهة الاحتلال على أساس استراتيجية المواجهة والمقاومة بكافة أشكالها، وضرورة أن تعود القضية الفلسطينية على رأس الاهتمامات لدى النظام العربي الرسمي، معتبرين أن تعزيز الجبهة الداخلية للدول العربية وبناء الوحدة الوطنية وتحقيق الديمقراطية الحقيقية من شانه كذلك تقوية الدول العربية في مواجهة المشروع الصهيوني الذي لا يستهدف فلسطين فقط بل يمتد خطره ضد الامة بأسرها.
وأكد رئيس الوزراء الأردني الأسبق أحمد عبيدات أن الاستراتيجية الإسرائيلية تقوم على تهجير أكبر عدد من الفلسطينيين أصحاب الأرض الشرعيين إلى الدول العربية المجاورة وإلى الأردن بالدرجة الأولى، وتصفية القضية الفلسطينية، للوصول إلى الدولة اليهودية، فيما تحقق جزء كبير من ذلك عبر اتفاقية أوسلو التي اعترفت بسيطرتهم على 78% من فلسطين التاريخية، ووفرت لهم التنسيق الأمني عبر السلطة، مع استمرارها بالاستيطان للسيطرة على باقي الأرض الفلسطينية، لا سيما في ظل استمرار حالة الانقسام الفلسطيني، إضافة لما جرى من تطبيع بين الاحتلال وعدد من الانظمة العربية ما شكل إضعافاً للقضية الفلسطينية.
كما أكد عبيدات ضرورة إيجاد “حالة وطنية استثنائية”، تضع القوى الفلسطينية الأساسية في الأرض المحتلة أمام مسؤولياتها التاريخية والأخلاقية، وتفرض عليها مراجعة سياساتها وبرامجها ومواقفها من منظور المصلحة العليا لفلسطين الوطن دون أي اعتبار آخر، بحيث تتوافق حول مشروع وطني سياسي نضالي مشترك بالحد الأدنى، معتبراً أنه لا تغيير للمعادلة القائمة، إن لم تأتِ الخطوة الأولى من داخل فلسطين، ما يتطلب موقفاً فلسطينياً موحداً في مواجهة الاحتلال وينعكس على العالم العربي وبناء موقف عربي جديد للتعامل مع الصراع العربي – الصهيوني والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
من جهته أكد الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى على ضرورة تطوير دور النخب العربية وإتاحة دور حيوي لها يساعد علي مواجهة الازمة العربية الجارية، وذلك عبر تشكيل “مجتمع مدني ” عربي قادر علي التعاون والتكامل يمكن أن يعبر عن رأي عام عربي منظم واع ومهتم بالقضايا المشتركة، معتبراً أن دور “النخب العربية” “والمجتمع المدني ” العربي لا يقل أهمية عن الدور الرسمي، وربما يمكن تنظيمه “تحت سقف ” الجامعة العربية واستخدام اَلياتها وتمويلها كلما أمكن ذلك.
وأكد موسى أن أي استراتيجية ترسم مستقبل منطقة الشرق الاوسط لن يتاح لها أي نجاح مالم تشمل حلا للقضية الفلسطينية، وهذا ما يجعل السياسة الاسرائيلية تتسارع لفرض سياسة الأمر الواقع على الأرض، مشيراً إلى ضرورة أن تثبت النخب العربية وعيها بالتطورات الخطرة الجارية وتصاعد الأدوار الاقليمية غير العربية في ممارسة نفوذ وتحقيق مصالح لا تخدم المصالح العربية عموما و الفلسطينية خصوصاً، وتغير مواقف القوى الدولية إزاء المنطقة بما لا يخدم مصالح العالم العربي الذي يواجه تهديدات وجودية، مع تغير بؤر الاهتمام الشعبي العربي تجاه ازماتها الداخلية.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أكد موسى أهمية الالتزام العربي بالمبادرة العربية والتي أقرت تبادلية الالتزامات، والمطالبة بوضوح واصرار بوقف الاجراءات الاحادية الإسرائيلية، مع أنهاء حالة الانقسام الفلسطيني، مع التأكيد على ضرورة التوجه نحو عملية تفاوضية في إطار زمني محدد، وتحت إشراف مجلس الامن ومتابعته، وأجهزة الامم المتحدة الاخرى ذات الصلة.
فيما أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمد نزال أن المنطقة تشهد معضلتين أساسيتين تتمثل بالاستبداد وغياب الديمقراطية الحقيقية والعدالة الاجتماعية والحريات وشيوع الفساد، إضافة للمشروع الصهيوني الذي يمثل الكيان الصهيوني قاعدة الارتكاز فيه للمشروع الغربي للهيمنة على ثروات المنطقة وتقسيمها، معتبراً أن شأن تطبيق الديمقراطية الحقيقية التسريع في تحرير فلسطين وأن تحرير فلسطين من شأنه التسريع في التحول