أحداث مصر وما تلاها من ملاحقات أمنية لنشطاء سياسيين

يعيش كثير من المصريين في الخارج خاصة في هولندا كونها تحتضن عدد كبير من المهاجرين قسرا حالة من القلق الشديد جراء ثقافة العنف التي تكرست في المجتمع المصري بعد الانقلاب العسكري والفض العنيف للاعتصامات وما لحقه من أحداث، فحالة عدم الاستقرار تؤثر على حياتهم في المهجر وستؤثر على أهلهم خشية الاعتقال.

ويعاني بعض شباب المهجر المصريين من حالة حزن شديد لما تمر به أرض الكنانة من تؤدي وملاحقات أمنية كان لها صدى كبيرا على المهاجرين في الخارج، ويرون  أن الأزمة في مصر تكمن في عدم تقبل الرأي الآخر. فالمشكلة بالأساس هي انعدام ثقافة الاختلاف لدى الشعب المصري “مما يؤدي في النهاية إلى اللجوء إلى العنف عند وجود خلاف في الرأي”.

باتت أحداث العنف في مصر تؤثر على حياة كثير من الفتيان والفتيات وتقلل من شعورهم بالأمان، خشية الملاحقات الخارجية وقد تجلى ذلك في التظاهرات الأخيرة أمام السفارات المصرية احتجاجا على غلق المعابر في وجه أهل غزة، وكيف لاحق النظام أهل المحتجين.

ومنذ الانقلاب العسكري تعرض كثير من المصريين الملاحقة الأمنية بسبب مواقفهم السياسية، من ضمن هؤلاء الناشطة راوية محمد المقيمة الآن في السويد وتحاول الحصول على لجوء سياسي كطوق نجاة الخير للعيش في أمان، وهى الناشطة السياسية وعضو حزب غد الثورة الليبرالي المصري، وشاركت في ثورة يناير فقد خرجت من مصر بسبب الملاحقة الأمنية، كونها رفضت الانقلاب العسكري وأيدت الشرعية الديمقراطية، فكان الجزاء أن لوحقت وضيق عليها واضطرت في النهاية إلى مغادرة مصر.

ومثلها أيضا الطالبة ميريت محمد بكير التي عاشت لحظات نفسية عصيبة في مصر عقب فض اعتصام رابعة وهى الآن  تعد رسالة الدكتوراه في الفن والتصميم في جامعة باوهاوس في مدينة فايمر الألمانية شعرت ميريت بأنها خُدعت وتقول: “لقد خدعونا … قالوا إنهم يعدون خطة لفض الاعتصامات بطريقة سلمية، ولكني اكتشفت عدم وجود خطة أصلا، واستعملوا العنف مع المصريين.

وقد فقدت ميريت أخوها زياد بكير الذي لقي حتفه في “جمعة الغضب” يوم 28 يناير/ كانون الثاني 2011 في أحداث ثورة يناير المصرية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك، وتعيش في ألمانيا الآن هربا من القبضة الأمنية في مصر.

ومنذ أول يوم في ثورة يناير شاركت ميريت في كل الأحداث، ونزلت إلى الميادين للتظاهر مع المحتجين، ولكنها باتت في الوقت الحالي تمر بحالة نفسية صعبة أكثر من أي وقت مضى فما يجري كان فظيعا، حتى أنها أغلقت صفحتها على الفيس بوك بسبب التطرف اللفظي والتوعد بالملاحقة.

ويتهم بعض الحقوقيين في مصر السلطات المصرية بالسعي إلى فرض إجراءات أمنية لمنع الصحفيين والنشطاء والمؤسسات الإعلامية من القيام بعملها.

ومنذ عزل الجيش المصري للرئيس مرسي، زادت عمليات استهداف النشطاء والصحفيين والمصورين في المظاهرات، كما أغلقت عدد من القنوات الفضائية، إضافة إلى ارتفاع شكاوى التضييق على العمل السياسي والحقوقي، الأمر الذي جعل الكثيرين يتهمون السلطة بإعادة البلاد إلى مرحلة ما قبل ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.

 

Bir yanıt yazın

E-posta adresiniz yayınlanmayacak. Gerekli alanlar * ile işaretlenmişlerdir

Başa dön tuşu