أكثر من 100 قتيل و4 آلاف مصاب في انفجار بيروت..وترامب يُلمّح بهجوم وإسرائيل تنفى
أعلن الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني، جورج كتانة، اليوم الأربعاء، ارتفاع ضحايا انفجار مرفأ بيروت إلى أكثر من 100 قتيل ونحو 4 آلاف مصاب. وقال كتانة، في اتصال مع صحيفة “النهار” المحلية، إنه يتم توزيع المصابين على كافة مستشفيات لبنان. وعبر حسابه على “تويتر” أعلن الصليب الأحمر اللبناني أنه تم استحداث مراكز فرز وإسعاف أولي للحالات الطفيفة والأقل خطورة، مضيفاً أن 75 سيارة إسعاف مدعمة بـ 375 مسعفاً تعمل على مساعدة جرحى الانفجار ونقلهم.
إنفجار مرفأ بيروت: ٧٥ سيارة إسعاف مدعمة ب٣٧٥ مسعف من #الصليب_الأحمر_اللبناني تعمل على مساعدة ونقل الجرحى. كما نعمل على اسعاف المصابين في مراكزنا. pic.twitter.com/tLUQrO9yMT
— Lebanese Red Cross (@RedCrossLebanon) August 4, 2020
وأعلنت رئاسة الحكومة اللبنانية، أمس، أن اليوم الأربعاء هو يوم حداد وطني في جميع أنحاء البلاد؛ حداداً على ضحايا الانفجار. وفي إطار التطورات المتسارعة في العاصمة، أوصى مجلس الدفاع الأعلى اللبناني بإعلان بيروت مدينة منكوبة، مع إعلان حالة طوارئ أسبوعين في العاصمة فقط، وسلم مهام الأمن إلى السلطات العسكرية.
وأفاد بيان للمجلس، بث على الهواء مباشرة، بأن الرئيس ميشال عون قرر “تحرير الاعتماد الاستثنائي المنصوص عنه في المادة 85 من الدستور وفي موازنة العام 2020 والذي يبلغ 100 مليار ليرة لبنانية (حوالي 66 مليون دولار) ويخصص لظروف استثنائية وطارئة”. كما أوصى المجلس قبل اجتماع منتظر للحكومة اليوم، بتكليف لجنة للتحقيق في الانفجار على أن تعرض نتائجها خلال خمسة أيام و”تتخذ أقصى درجات العقوبات على المسؤولين”.
شو هيدا يا لطيف https://t.co/RFSge9mz6g
— Elaf (@Elf_2elf) August 4, 2020
يبدو هجوما
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في أول تعليق له على الانفجار، صباح اليوم الأربعاء، إن جنرالات الجيش ببلاده أخبروه أنهم يعتقدون أن الانفجار الهائل ربما كان هجوماً بقنبلة. وأضاف ترامب في مؤتمره الصحفي اليومي: “لقد قابلت بعض من جنرالاتنا العظماء (…) ويبدو أنهم يعتقدون أن ما حدث في بيروت كان هجوماً، كانت قنبلة من نوع ما”.
وأعرب الرئيس الأمريكي عن أسفه لما وقع في لبنان، وأكّد استعداد الولايات المتحدة لتقديم المساعدة لهذا البلد العربي، مشيراً إلى أن “انفجار بيروت يبدو وكأنه اعتداء رهيب”. من جانبه، قدم وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، تعازيه العميقة “إلى كل أولئك الذين تضرروا بفعل الانفجار الهائل الذي وقع في مرفأ بيروت”. وقال بومبيو في بيان له: “نتابع الوضع عن كثب، ونقف مستعدين لمساعدة الشعب اللبناني كي يتعافى من هذه المأساة”.
وأردف أن “فريقنا في بيروت رفع لي تقارير حول الدمار الشامل الذي أصاب مدينة وشعباً اعتز بهما؛ مما يشكل تحدياً إضافياً في وقت يقع فيه لبنان في أزمة عميقة”. وختم بومبيو بيانه بأن الولايات المتحدة تتطلع إلى نتائج تحقيق الحكومة اللبنانية في الانفجار. وقال رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب، في أول كلمة له بعد حدوث الانفجار الثلاثاء: “أتوجّه الى الدول الشقيقة والصديقة بالمساعدة في مواجهة هذه المصيبة”.
وأضاف دياب: “بيروت ثكلى، ولبنان كله منكوب، وإنها محنة لا تنفع في مواجهتها إلا الوحدة الوطنية، ما حصل لن يمر دون حساب، وسيدفع المسؤولون الثمن وهذا وعد والتزام وطني، وستكون هناك حقائق تعلن عن هذا المستودع الخطير الموجود منذ 2014”. وأشار إلى أن “هذا المستودع الخطير موجود في بيروت منذ 6 سنوات”.
نفي إسرائيلي
أما صحيفة هآرتز الإسرائيلية فقالت إن دولة الاحتلال الإسرائيلي استهدفت أسلحة لمليشيا حزب الله اللبناني المدعوم من إيران في مرفأ بيروت. فيما أكّد شهود عيان في حديث لقناة “إل بي سي” عن صاروخ استهدف المرفأ من جهة البحر ما أدّى إلى الانفجار الكبير. وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي أكّد أنه لا علاقة لتل أبيب بما حصل في العاصمة اللبنانية بيروت بما يخص الانفجار. ونقلت قناة الجزيرة عن مراسلها في بيروت قوله: إن “وزيرَي الدفاع والخارجية الإسرائيليين يعرضان على لبنان مساعدات عاجلة عبر قنوات أمنية ودبلوماسية”، دون مزيد من التفاصيل.
وفي الوقت ذاته دفع الجيش اللبناني بتعزيزات إلى مكان الانفجار، وسط حديث عن تشديدات أمنية واستنفار كامل. يأتي الانفجار قبل أيام من صدور قرار المحكمة الدولية، يوم الجمعة المقبل، بحق قتلة رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري بعد مرور 15 عاماً على اغتياله وسط بيروت، ما أدى إلى اضطرابات داخلية واسعة في البلاد، حيث تشير أصابع الاتهام إلى تورط مليشيا حزب الله اللبناني والنظام السوري في عملية الاغتيال. ويعاني لبنان، منذ أشهر، أزمة اقتصادية قاسية واستقطاباً سياسياً حاداً، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليمية ودولية.