صُنّاع الأثر..حين تتحوّل المبادرات الشبابية إلى قوة تغيير حقيقية

كتب: نعمت السامرائي

في إسطنبول، وتحديدًا في قاعة بلدية أسنلر، احتضنت المدينة بتاريخ 15 / 11 / 2025 حدثًا استثنائيًا نظمته مؤسسة جسور الحضارات برعاية بلدية أسنلر وأكاديمية الريادة للتنمية المستدامة: مسابقة «صُنّاع الأثر»، تلك المبادرة التي تهدف إلى إبراز الطاقات الشبابية التطوعية وتحويلها إلى مشاريع مجتمعية فاعلة.

وقد شهد الحفل حضورًا رسميًا وشعبيًا وثقافيًا لافتًا، من أبرزهم:
• Yıldız Konal Süslü – عضو البرلمان التركي
• Hüseyin Cerrahoğlu – نائب رئيس بلدية أسنلر
• DR Sadık Danışman – رئيس جمعية ياردملي
ومن الجانب العربي:
• الأستاذ مؤيد فانوس – ممثل القنصلية الفلسطينية
• الأستاذ بدر الدين الخطيب – ممثل القنصلية السورية
إلى جانب عدد من رؤساء المؤسسات الأكاديمية، ورجال الأعمال، والناشطين المجتمعيين
مسابقة بفلسفة جديدة… وشباب يصنعون الفرق
تمثل مبادرة «صُنّاع الأثر» رؤية واضحة نحو تشجيع العمل التطوعي المجتمعي، وقد أكدت رئيسة لجنة التحكيم الدكتورة منال النجار – رئيس مجلس إدارة أكاديمية الريادة للتنمية المستدامة – أن هذه المسابقة تعد «عملًا عظيمًا وجبارًا دفع باتجاه تفعيل طاقات المجتمع، وخاصة فئة الشباب، وفتح آفاق جديدة للتنافس البنّاء الذي يعود بالنفع على المجتمع بأسره».

أما الدكتور أحمد الزعتري، رئيس مجلس إدارة مؤسسة جسور الحضارات، فأوضح أن الفعالية شكّلت مساحة جمعت بين الحضور الرسمي والشعبي والثقافي، مما يعكس أهمية المبادرات الشبابية ودورها في تشكيل مستقبل أكثر تفاعلًا وإنسانية.
اما لجنة التحكيم فقد بينت أن تقييم المبادرات جرى وفق معايير واضحة ودقيقة، شملت:
١-عدد المستفيدين
٢- أهمية المبادرة وحاجة المجتمع لها
٣- آلية التنفيذ وجودته
٤- القدرة على الاستدامة .
مع التأكيد أن تكون المبادرة تطوعية بالكامل أو جزئيًا. وبذلك كانت
المبادرات الفائزة… عشرة نماذج مُلهمة

فقد أعلنت اللجنة عن عشرة مشاريع فائزة شكّلت نماذج مختلفة للإبداع المجتمعي الشبابي:

1. كهَاتَين – مهند أبو جحيشة (كفالة أيتام غزة)
   2. بودكاست مُلهمة – بيان حمو
2. منصة شو أنجزت – دعاء بيان
   4.حلم يُبنى – خلاد السوادي
   5.صوت فلسطين – عمار أحمد
   6.مكتبة ميلاد – ملك زيتوني
   7.دبلوم هندسة القيادة – منهل عثمان
   8.كوميدي كوي – محمد الزين
   9.ولادتي حكاية – د. ولاء فكهاني
   10.منصة ونّار – حسام حلي
   وقد حصل الفائزون الثلاثة الأوائل على جوائز مالية بقيم: 40 ألف – 30 ألف – 20 ألف ليرة، كما تم تكريم بقية المشاركين بشهادات وهدايا تحمل توقيع رئيس مؤسسة جسور الحضارات ورئيسة أكاديمية الريادة للتنمية المستدامة كهَاتَين … قصة إنسانية تُتوَّج بالمركز الأول
   من بين المشاريع الفائزة، لفتت مبادرة كهَاتَين الأنظار بقوة، حيث استطاعت أن تحصد المركز الأول لما تحمله من بعد إنساني عميق تجاه أيتام غزة.
   يقول صاحب المبادرة مهند خلاد
   بدأ مشروعنا كمبادرة شبابية من مجموعة أصدقاء حملوا همَّ التخفيف عن أطفال غزة. تواصلنا مع أصدقاء داخل القطاع، وجمعنا وثائق رسمية لعدد من الأيتام، ثم أنشأنا ملفات مهنية دقيقة تُعرض على الكافلين. ومع مرور الوقت تلقينا إقبالًا كبيرًا، مما عزز قدرتنا على دعم هؤلاء الأطفال ولضمان الشفافية، نقوم بتحديث الملفات شهريًا وإرفاق وصولات التحويل المالي وإقرار الاستلام بخط اليد وصورة هوية الوصي الشرعي.ولقد حرصنا منذ البداية على حفظ كرامة اليتيم وأسرته، واخترنا اسم «كهَاتَين» اقتداء بقول رسول الله ﷺ: أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين.
   آيماناً بأن نصرة أهل غزة ليست حكرًا على المؤسسات والدول؛ بل يمكن للأفراد أن يكونوا جزءًا من هذا العطاء
   ومن هنا تاتي رؤية مستقبلية… وإيمان بدور الشباب
   فقد أجمع الدكتور الزعتري والدكتورة النجار على أن الخطوة المقبلة تتمثل في دعم هذه المبادرات ونشرها والتواصل مع الجهات المختصة لتبنيها، بالإضافة إلى تنظيم مسابقات قادمة، بعد أن لمسوا حجم الحماس لدى الشباب وتعدد المبادرات التي تقدمت للمشاركة.
   وختاما حين يتجسّد الأثر في وجوه الشباب
   مسابقة صُنّاع الأثر ليست مجرد فعالية عابرة أنها مساحة تبرز إيماناً عميقاً بأن الشباب قادرون على تغيير الواقع، و بأن العمل التطوعي مهما بدا بسيطاً يمكن أن يتحول إلى بصمة لاتُنسى في حياة الاخرين . لقد اثبتت المبادرات العشر أن الأثر يبدأ بفكرة.. و يكبر بالإيمان.. و يستمر بالعطاء