
نعمت السامرائي يكتب: ذكريات تُروى بعدسة الضوء
أحمد البكار يستحضر ملامح الوطن في قلب إسطنبول، وتحت رعاية بيت الفن التركي العربي، وبين جدران مؤسسة وقف بيرلك شمبرلي طاش – إسطنبول في منطقة الفاتح، من 1 حتى 3 / 11 / 2025 وبحضور رئيس الوقف محمد ألاجاجه ورئيس الجمعية التركية العربية ا. متين توران والمنسق العام لبيت الفن التركي العربي ومديرة بيت الفن سلام معاز ، افتُتح معرض التصوير الفوتوغرافي للفنان السوري أحمد البكار بعنوان “ذكريات وطني”، في رحلة بصرية تستعيد ملامح الذاكرة والهوية والحنين إلى المكان الأول .

يقدّم البكار، الذي يعيش في تركيا منذ أكثر من عشر سنوات، مجموعة من أعماله التي تتجاوز حدود الصورة إلى سردٍ بصري لرحلة عمرٍ امتدت لأربعة عقود.. تضم قاعة العرض خمسةً وخمسين عملاً فوتوغرافياً التُقطت في أزمنة وأمكنة متعددة، تجمع بين الرقة — حيث وُلد الفنان — وإسطنبول، شانلي أورفا، وغازي عنتاب، لتشكل فسيفساء من المشاهد الإنسانية والثقافية التي تعبّر عن عمق الانتماء ووجع الغياب في آنٍ واحد.
في حديثه عن المعرض، أشار البكار إلى أن كل صورة تمثل “نافذة صغيرة على وطنٍ كبير يسكن القلب”، موضحًا أن الأعمال لا توثّق فقط المدن والوجوه، بل “تحمل روح المكان وذاكرة الإنسان السوري بكل ما فيها من حنينٍ وتحدٍّ وجمالٍ ونجاة ً.

من جانبه، أكد الصحفي متين توران، رئيس الجمعية التركية العربية ومنسق “دار الفن التركي العربي”، أن استضافة المعرض تأتي ضمن رؤية تهدف إلى تعزيز جسور التواصل الثقافي بين الفنانين العرب والأتراك، قائلاً: “الفن هو اللغة الأصدق للتقارب بين الشعوب، وما يقدمه البكار هنا هو شهادة بصرية على هذا التلاقي الإنساني”.

ويمتاز المعرض بتنوّع موضوعاته؛ فمن صورٍ توثّق تفاصيل الحياة الشعبية في سوريا قبل و أثناء الحرب، إلى مشاهد من الطبيعة التركية التي ألهمت الفنان في غربته، يظهر البكار حسّاً إنسانياً عميقاً يربط بين الذاكرة الفردية والجماعية، وبين الوطن والمنفى، وبين الضوء والظل.
وقد استمر معرض “ذكريات وطني ” مفتوحًا أمام الزوّار من واحد حتى الثالث من نوفمبر، مانحًا عشاق الصورة فرصة التأمل في عوالمٍ تسكنها الذاكرة وتُروى بعدسة الضوء




